السلطات اليونانية تنقذ 25 مهاجراً من حريق غابات إيفروس
السلطات اليونانية تنقذ 25 مهاجراً من حريق غابات إيفروس
أنقذت السلطات اليونانية، الجمعة، مجموعة تتكون من 25 مهاجرا كانوا محاصرين وسط حريق غابات مستعر منذ قرابة أسبوعين في منطقة إيفروس بشمال شرق البلاد.
وما زال حريق الغابات في منطقة إيفروس، وهو أكثر حرائق الغابات إزهاقا للأرواح في أوروبا هذا الصيف، مستمرا لليوم الرابع عشر على التوالي بعد أن أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 ودمر منازل وأتى على مساحات شاسعة من الغابات، وفق وكالة "رويترز".
ومن المعتقد أن جميع المتوفين، باستثناء حالة واحدة، مهاجرون غير شرعيين عبروا من تركيا ولاذوا بالغابات للاختباء من الشرطة، وتشتهر إيفروس بأنها معبر لآلاف المهاجرين واللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي سنويا.
وقال المتحدث باسم إدارة الإطفاء، إيوانيس أرتوبيوس: "أثناء العمل في قريتي جيانولي وداديا، عثرت إدارة الإطفاء والشرطة على 25 شخصا ونُقلوا إلى مكان آمن".
وقال مسؤول بالشرطة إن جميع المهاجرين ذكور من سوريا والعراق ولبنان، وأفاد بإلقاء القبض عليهم.
وتنتشر حرائق الغابات في الصيف في الدولة الواقعة على البحر المتوسط، وقالت الحكومة إن عوامل الطقس الحار شديد الجفاف المصحوب بهبوب الرياح -وهو ما يربط العلماء بينه وبين تغير المناخ- زادت الأمر سوءا في العام الجاري، ما أجبر السلطات على إجلاء الآلاف من منازلهم.
وقالت سويسرا، يوم الجمعة، إنها ستنشر 3 طائرات هليكوبتر عسكرية وسترسل عددا من العاملين للمساهمة في إخماد النيران في إيفروس.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة على خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري لقد حان عصر (الغليان العالمي)".